الموت هو أحد الحقائق الأساسية في الكون
الموت أحد الحقائق الأساسية في الكون يشهدها الإنسان في داخله وحوله ومع اقتراب حقيقة الموت من الإنسان فلا يزال الموت لغزا يحاول الإنسان تفسيره اهتم بالموت علماء وفلاسفة شتى ولكن جهود الإنسان تتوقف عادة عند نقطة محددة هي ما يعرف ببوابة الموت أو لحظة دخول العالم الآخر في تقديرهم وبعضهم كان يسجل خليات مشاعره وهو على فراش الاحتضار ثم جاءت اللحظة الحاسمة وتوقفت جوارحه وظلت بوابة الموت لغزا لكل الأحياء لا يعرفه إلا من ذاق الموت ومع الأسف فإن الذي يدخل هذه البوابة لن يتحدث عنها للآخرين ويتعين على كل منا أن ينتظر هذه اللحظة التي شهدها قبله كل الموتى وسيشهدها بعده باقي البشر إلى قيام الساعة.
ما الموت أيها الإخوة هو المرحلة الثالثة من أربع مراحل جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان على ميعاد معها أربع مراحل أنت يا ابن آدم على موعد معها من سلسلة الحياة:
المرحلة الأولى: حياة الأجنة إذ يكون الجنين في عالم الأرحام.
المرحلة الثانية: هي مرحلة هذه الحياة الدنيا التي نتقلب في غمارها اليوم.
المرحلة الثالثة: هي الحياة البرزخية، التي نحن على ميعاد معها عما قريب.
المرحلة الرابعة والأخيرة: هي مرحلة الحياة الآخرة.
وكل مرحلة من هذه المراحل الأربع أقوى وأوسع من المرحلة التي قبلها فمرحلة الحياة الدنيا أوسع بكثير من تلك المرحلة التي كنا نتقلب فيها إذ كنا في عالم الأرحام، ومرحلة الحياة البرزخية هي أوسع بكثير وأقوى من هذه الحياة التي نتقلب فيها اليوم.
حال الروح بعد الموت الإنسان وقبل دفنه في قبره فإن حال روحه يختلف بين المؤمن والكافر فإذا كانت الروح للعبد المؤمن، فإنها تبشر بالمغفرة من قبل الملائكة قبل أن تبقض، وتحنط وتطيب ومن ثم يصعدون بها إلى الله سبحانه وتعالى وهي سعيدة ويقول الله: (اكتبوا كتاب عبدي في عليِين وأعيدوه إلى الأرض)، ثم يعيد الملائكة هذه الروح إلى الجسد في القبر لتختبر بالسؤال ويثبتها الله ويفسح القبر عليها أما إذا كانت هذ الروح لإنسان كافر فإنها تبشر بالسخط والغضب ويصعد بها إلى السماء ويكون حالها الذل والخوف، وترد وتطرح أرضا لأن أبواب السماء لا تفتح لها ويفتن صاحبها عند السؤال، ويضيق القبر ويأتي حر من النار على الإنسان في قبره.