أهمية العلم في حياة الانسان
العلم نور والجهل ظلام يحرق الأمم والشعوب، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً، سلك طريقا من طرق الجنة، ومن مات أثناء طلبه للعلم، مات شهيدا، كل هذه المقولات وأكثر قد جاءت للحض على العلم الذي يعتبر هو أساس قيام الحضارات والتقدم الذي يرفع من شأن الفرد وأيضا الأمة على حد سواء لأعلى المراتب.
العلم هو منير الظلمة، وكاشف الغمة، وباعث النهضة، هو سلاح لكل فرد ولكل مجتمع يريد أن يتحصن ويهابه العدو، وهو أساس سعادة الفرد، ورفاهية المجتمع ورخاء الشعوب، والبشر جميعا. وقد حث الله سبحانه وتعالى على طلب العلم لما له من أثر فعال، ونفع كبير يعود على الذات الفردية والجماعية، قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الانسان ما لم يعلم). ونستطيع أن ندرك ما تحويه هذه الآيات من دليل واضح على فضل العلم، وعلو منزلته، وأثره العظيم ومدى أهميّته، ومن مقدمات هذا الدليل أن هذه الآيات هي أولى آيات القرآن الكريم نزولا على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها جاءت في أول سورة نزلت على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبدأت هذه الايات بلفظ (اقرأ) الذي هو أحد وسائل إدراك العلم، والحصول عليه. وقد حض النبي صلى الله عليه وآله وسلم على طلب العلم، فقال صلى الله عليه واله وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، وما نشاهده اليوم من المصنوعات والمخترعات الحديثة من سفن فضاء، وصواريخ عابرة للقارات، وطائرات أسرع من الصوت، ومنها من دون قائد، وقمر صناعي، وعقل الكتروني، وغير ذلك من المخترعات الحديثة التي خدمت الإنسان المعاصر، كل ذلك دليل ظاهر، وبرهان ساطع، يشير إلى منزلة العلم وأثره على البشرية. قال الشاعر: العلم يرفع بيوتا لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم.
جاءت حاجة الإنسان إلى العلم والمعرفة لتيسير حياته، فانطلق هذا الإنسان في الأرض باحثا متأملا، يدون كل ما يراه، ويعد تجاربه الواحدة تلو الأخرى ليصل إلى حاجته التي سعى ودأب واجتهد لإيجادها، كالاختراعات والاكتشافات التي تطورت مع تطور الوقت ومرور الزمن، وتوسعت وفقا للتوسع الفكري والبشري والإضافة التي تمت عليها، وبفضل هذه العلوم تحولت الكرة الأرضية الكبيرة الشاسعة المترامية الأطراف إلى قرية صغيرة تستطيع الوصول إلى حدودها بلحظات، وذلك كله بفضل العلوم ووسائل الاتصالات المتطورة، وتعدى الأمر إلى الوصول للفضاء، ليحلق الإنسان ويخطو على سطح القمر، ويصل في أبحاثه ودراساته إلى ما وراء الشمس، وربما في المستقبل سيصل إلى أبعد.