مكانة الأخلاق في الإسلام
إن حسن الخلق مدعاة لنيل عظيم الأجر والثواب، بل إن أثقل ما يوزن يوم القيامة عند الله تعالى هو حسن الخلق، وشاهد ذلك ما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق).
فالخلق هو الدين والطبع والسجية كما يقول ابن منظور، وقد امتدح الله تعالى في كتابه الكريم نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فقال فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عظيم). الأخلاق اصطلاحا: يعرِف العلماء الأخلاق حسب وجهة النظر الإسلامية تعريفات عديدةً، فقد عرفها جمع من المعاصرين بأنها مجموعة من المبادئ والقواعد المنظِمة للسلوك الإنساني، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الناس وتحديد علاقاتهم بغيرهم، على نحو يحقق الغاية من وجودهم في هذا العالم على أكمل وجه.
إن للأخلاق الحسنة وامتثالها والتزامها فضلا عظيماً، وآثارا وثمرات عديدة يجنيها كل من تحلى بها وتمثلها في مواقف حياته المختلفة، ولعل هذه الآثار والثمرات الخيِرة ليست قاصرة على من تخلق بالأخلاق الحسنة، وإنما على كل المجتمع.خلق الصِدق: هو خلق إسلامي رفيع، عرفه العلماء بتعريفات عديدة منها: قول الحق في مواضع الهلاك، أو في موضع لا ينجني منه إلا الكذب، وقيل: هو نقيض الكذب، وقيل: المراد به إبانة الإنسان عما يخبر به على ما كان، وقد حث الله -تعالى- على الصدق، ووعد الصادقين بثواب عظيم وأجرٍ كريمٍ، ومن ذلك قوله تعالى: (قَالَ الله هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
ومن أبرز مكارم الأخلاق التي وجب التحلي بها: القناعة،، والرضى، والبر، والإحسان، والصدق، والأمانة، والصبر، والحلم، والأناة، والشجاعة، والتحمل، والتروي، والكرم، والاعتدال والإيثار، والعدل، والحياء، والشكر، وحفظ اللسان والجسد، والشورى، والوفاء، والعفة، والتواضع، والعزة، والقوة، والتعاون، والتسامح، وفعل الخير، والبعد الشر، والمساعدة، والنية الحسنة، وكف الأذى عن الناس، وطاعة الوالدين، ونشر المحبة، والستر حفظ السر، والمحافظة على الدين، والصلاة، والتقرب إلى الله، والبعد عن النميمة والغيبة وشتم الناس.
كما نعلم فإن الدين الاسلامي هو دين المعاملة ، أساس المعاملة هو حسن الخلق وكان الرسول " صلى الله عليه وسلم " يتصف بمكارم الأخلاق ، وكانت هذه من أهم المميزات التي تمتع بها الرسول ، والتي حرص على تعليمها لأصحابه . وكان الرسول شديد الحرص على توصية أصدقاؤه بحسن الخلق وبمكارم الأخلاق ، وقال لهم بأن " أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ، وأبعدكم عني مجلسا الرثاون والمتشدقون "