شهر شعبان بين الفضائل والبدع - رؤيا للمواضيع
شهر شعبان بين الفضائل والبدع

شهر شعبان بين الفضائل والبدع

شارك المقالة

شهر شعبان بين الفضائل والبدع  

شهر شعبان بين الفضائل والبدع

يعد شهر شعبان من الأشهر المحببة  إلي المسلمين ، فهو يعد الشهر الثامن من أشهر السنة الهجرية ، وهو الشهر الذي يسبق شهر رمضان المبارك، حيث يتم خلاله التمهيد للصيام والأعمال الصالحة وفعل الطاعات، ولذلك شرع فيه الصيام ، ليحصل التأهب والاستعداد لاستقبال شهر رمضان، من اجل ترويض النفس على طاعة الله وحسن عبادته وقد سمي شهر شعبان بهذا الاسم لأن العرب كانوا يتشعبون فيه بالأرض أي ينشرون فيها بحثا عن الماء، وقيل إنهم كانوا يتشعبون في الغارات، كما قال ابن حجر رحمه الله: "سمي شعبان لتشغيلهم في طلب المياه أو الغارات بعد أن يخرج شهر رجب الحرام قد بين سبب تسمية شعبان، ويستدلون على ذلك بما روي عنه أنه قال: (إِنَّما سمي شعبانُ، لِأَنَّهُ يَتَشَعَّبُ فيه خيرٌ كثيرٌ للصائِمِ فيه حتى يَدْخُلَ الجنةَ) وفي الحقيقة أن هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بين العلماء أنه حديث موضوع.

فضائل شهر شعبان
(شهر شعبان) تفتح فيه الخيرات، وتنزل البركات، يجب فيه ترك الخطيئات، وفيها تكفر السيئات، لذلك لا تغفل ايها القارئ في هذا الشهر الفضيل ففيه الاستعداد التام لاستقبال شهر رمضان، اغسل قلبك من الذنوب وتضرع الى الله بقلب سليم لا يوجد فيه المعاصي، وزينه بالذكر الحكيم، اجعل غذاء جسدك (الصلاة على النبي)، واغسل روحك (بتلاوة القرآن الكريم)، ثم اجعل نصب عينيك (دخول الجنة مع الصحابة والمرسلين)، بذلك تنال رضى الرحمن.

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلِّ الله عليه وسلم حيث قال  يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان فقال له رسول الله صلِّ الله عليه وسلم: “ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ” رواه النسائي”، أي أننا كأمة إسلامية نغفل عن هذا الشهر ونعتقد أن شهر رجب والصيام به أفضل من شهر شعبان باعتبار أن شهر رجب من الأشهر الحرم ولكن هذا ليس صحيحا.

المنكرات والبدع في شعبان
ومن البدع التي يفعلها بعض الناس: صلاة الرغائب ، صلاة أم داود في نصف رجب، التصدق عن روح الموتى في رجب، الأدعية التي تقال في رجب بخصوصه كلها مخترعة ومبتدعة، تخصيص زيارة المقابر في رجب – علما أن زيارة القبور للإتعاظ والعبرة تكون في أي وقت من العام- وإننا نشاهد طوائف من الفرق المنتسبة إلى الإسلام يخصون زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- والبقيع شهداء بدر وأحد بالزيارة في رجب وهو من البدع المذمومة بل إن بعضهم يغلو في تلك القبور حتى يقع في الشرك الصريح والعياذ بالله .

ومن البدع: الاحتفال بليلة السابع والعشرين منه التي يزعم بعضهم أنها ليلة الإسراء والمعراج وكل ذلك بدعة لا يجوز ، وليس له أصل في الشرع ، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم ، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها ، وحتى لو ثبت تعيين تلك الليلة لم يجز لنا أن نحتفل بها، ولا أن نخصصها بشيء لم يشرعه الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم يحتفل بها خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليه.

صلاة ست ركعات في ليلة النصف من شعبان: من البدع والمحدثات المخالفة لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ صلاة ست ركعات في ليلة النصف من شعبان بقصد دفع المصائب، وطول العمر، والاستثناء عن الناس، والدعاء وقراءة سورة يس، وقد بين الإمام النووي -رحمه الله- أن ما يسمى بصلاة الرغائب في شهر رجب وصلاة شعبان بدعتان قبيحتان، وقال الإمام الغزالي في كتابه الأحياء: "وهذه الصلاة مشهورة في كتب المتأخرين من السادة الصوفية التي لم أر لها ولا لدعائها مستندا صحيحا من السنة إلا أنه من عمل المبتدعة"، وبناء عليه يكره الاجتماع لإحياء مثل هذه الليلة في المسجد أو في غيره.

أحداث وقعت في شهر شعبان
 يعد شهر شعبان من الأوقات الفاضلة، وقد وقع فيه العديد من الأحداث العظيمة عبر التاريخ، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي
أول ولادة وأول وفاة بعد الهجرة النبوية: فقد ولد عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- في شهر شعبان، وكان أول مولود للمسلمين بعد الهجرة، وقد ذكرت أمه أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنه- ما أنهم فرحوا به فرحا شديداً، لأنه ولد بعد أن قيل لهم أن اليهود قد سحرتكم ولن يولد لكم، كما توفي الصحابي الجليل عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- في شهر شعبان أيضاً، وكان أول من توفاه الله من المهاجرين في المدينة المنورة، ودفن في البقيع.
احتلال الصليبين لبيت المقدس: حيث استولى الصليبيون على بيت المقدس في الثالث والعشرين من شعبان عام أربعمئة واثنان وتسعون للهجرة، وقاموا بقتل سبعين ألفا من المسلمين في يوم واحد.
تحرير مدينة حمص من الصليبيين: حيث حرر صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- مدينة حمص من يد الصليبيين في الواحد والعشرين من عام 559هـ، ليسيطر بذلك على أغلب بلاد الشام.

معركة الأرك: وقعت معركة الأرك التي يطلق عليه النصارى كارثة الأرك في التاسع من شعبان عام 591هـ، حيث وقعت بين قوات الموحدين المسلمة تحت قيادة أبو يوسف يعقوب المنصور، وقوات مملكة قشتالة النصرانية بقيادة ألفونسو الثامن، ودارت أحداث المعركة بعد أن بعث ملك قشتالة رسالة فيها نوع من الاستهزاء والاستخفاف بأمير المسلمين أبو يوسف، فغضب لذلك الأمير وكتب له على ظهر الرسالة قول الله تعالى: (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ)، "الجواب ما ترى لا ما تسمع"، ثم توجه إليه بجيش قوامه مئة ألف مقاتل، حتى قيل إن المسافة بين مقدمة الجيش ومؤخرته كانت مسيرة ثلاثة أيام، وكان النصر الساحق حليف المسلمين.

شهر شعبان بين الفضائل والبدع

موقعك

تقنية

في الموقع الان

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *