التعبير عن حقوق الجيران
وضع الإسلام نظاما فريدا للاجتماع، لحمته التراحم والتعاطف، وسداه التكافل والتكاتف، ومبناه على التعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان، وقيام كل مسلم بما يجب عليه تجاه من يعامله أويصل إليه حيث وضع مجموعة من الحقوق والواجبات التي يجب أن يقدمها الفرد لكل محيطه، عائلته وحيه ومجتمعه، وذلك لدعم مبدأ التكافل الاجتماعي الذي ينهض بالمجتمع ليجعله متماسكا وقويا واكثر لحمة واكثر سعادة، وكما أوصى الله عز وجل التماسك بين أفراد العائلة الواحدة، أوصى الله حقوقا على العبد أخذها بعين الاعتبار مثل حقوق الجار التي جاءت تطبيقا لمبدأ التسامح والمحبة بين أفراد المجتمع، وذلك لأن الجار أقرب في معيشته لجاره فالناس في الحي الواحد يعيشون متقاربين من بعضهم بعضا، مما يجعلهم أكثر اطلاعا على ظروف حياة جيرانهم من أي شخص آخر، وقد عرف للعرب في الجاهلية حسن جوارهم، حيث كانوا يتفاخرون فيما بينهم من هو أكثرهم خوفا وإكراما لجيرانه.
الرسول صل الله عليه وسلم أكبر مثال في حسن التعامل مع الجار، حتى وإن وجد الأذية من جيرانه، فإنه كان يزورهم ويسأل عنهم، لذلك على المسلم أن يقتدي برسوله الكريم.
أن يحب الجار لجاره الخير والسعادة، فقد أوصى الإسلام بالابتعاد عن الحسد والدعاء بزوال النعمة، لأن ذلك يكسب النفس القسوة وزوال اللين من القلب، وعلى الجار مشاركة جاره في الحزن والفرح، فإن أصابه أمر جلل شاركه فيه وسانِده، وإن أصابه فرح شاركه فرحته، فالمشاركة تزرع المحبة وتنشر الألفة بين الناس، وقد يقع الجار في حاجة أو فقر فمن واجب جيرانه رفعه من فاقته وضعفه وتأدية حاجته، وإن أصابه مرض وجبت زيارته، والتحدث معه بالليل ونشر الطمأنينة في نفسه.
ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه” إن هذا الحديث يوضح مدى حب وعطف الجار نحو جيرانه، حيث أن معنى تلك العبارة أن الأنبياء يقومون بوصية أهل الإسلام بالمحافظة على العلاقة الطيبة نحو جيرانهم، فلقد شعر ذلك الرجل أن جاره سيورث في ممتلكاته عندما يتوفى بسبب وصية سيدنا جبريل المستمرة له، وهذا يعني مدى أهمية الجيران في حياتنا منذ القدم. فلقد يوصينا الإسلام على الجار حتي وإن كان يهتدي إلى ملة غير الإسلام، فهذا الأمر لا يجعل أي شخصا يتسبب في جرح جاره ولو بالكلمة السيئة، فلقد أوصانا الله أن نحسن إلى زي القربى واليتامى وإبن السبيل، فالجار هو زي القربى الذي تحدث الإسلام عنه، فهو الذي يسكن قريبا منك، فعلينا أن لا نوجه له أي شيئا بغيضا، مثل ترك القمامة أمام منازلهم، وأن نمدح بجيراننا وبكل الأفعال التي يفعلونها، ولا نذم في جارنا مع أي شخصا أخر، فلقد حرم الله ذلك الفعل. فالجار الصالح قد يكون سببا في هدايتك من أمرا في الدنيا، ويكون سببا لدخولك الجنه، فخير الأمور هو الجار الصالح التقى الذي يترك كل الأمور جانبا ويظل قريبا منك عندما تحتاجه، حتى وإن كان هناك خلافات بينكم، فهو أفضل من الصديق، لأنه من شده قربه منك فيعرف خصالك وماذا يسبب لك الألم وماذا يسعدك، ويقوم بفعله من أجلك.
حق الجار في الإسلام
حقوق الجار في الإسلام كثيرة،؛ فقد تناولت الشريعة الإسلامية حقوق الجار وفصلتها، فالجار له حق عظيم في الإسلام، ومن حقوق الجار في الإسلام ما يأتي: الإحسان إلى الجار قولا وفعلا. حمايته وتأمينه. ستر عورته. حفظ سره. مشاركته أفراحه. مواساته في مصائبه وأحزانه. تلبية دعوته. زيارته في الظروف الطبيعية. عيادته في حالة المرض. تفقده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القدرة على ذلك. منع الأذى عنه بجميع صوره. مساعدته في حل مشاكله. إقراضه المال إن طلب مع القدرة على الإقراض. السعي في الإصلاح بين الجيران المتخاصمين. تعليمه العلم الشرعي. مصاحبته إلى المسجد. مصاحبته إلى مجالس العلم. إحسان الظن به. الصبر على أذى الجار. رد الغيبة عنه. مبادرته بالسلام. تشييع جنازته عند موته.
يجب أن نعمم المشاعر الطيبة، والمعاملات التي يكسوها البر بجيراننا، وأن نتعامل مع جيراننا بدون أي حواجز بل ما يوجد لدينا فهو ملكهم، وما يوجد ملكهم فهو لنا، وأن نقف مع بعضهما البعض في الأزمات فأوقات الشدة هي التي وجب على الجار أن يكن أول شخصا بجوار جاره، لأنه الأقرب إليه من أهله.